كثيرا ما يردد المواطنين مقولات تخلط الامور بعضها ببعض وتشبك خيوط السياسة الداخلية للبلد بالخارجية بالدستور وبلوائح وقوانين دولية. كمن 'يتحلطم' ويقول: عدد الوافدين اكثر من عدد المواطنين. فهذه مشكلة دولة حينما يتم الاتجار بالاقامات والذين هم بالأساس تجار كويتيون تخصصوا بتجارة الاقامات. او عندما يأتي اخر 'يتحلطم' ويقول: لماذا خير البلد يصرف على بلدان اخرى ومشاريع اخرى خارج البلد. فهذه الاخرى مصالح سياسية خارجية ولها قوانين ولوائح تساهم بتقارب الدول ورفع اسم اللبلد. وهناك من 'يتحلطم' ويصرخ يقول: لماذا يريد الوافد ان يحصل على نفس المعاش الشهري. وهنا تأتي قوانين حقوق الانسان والعدالة والحس الانساني. فلا يمكن ان نفرق في اجر عمل بين الوافد والمواطن فكلاهما يعمل نفس العمل ويقدم نفس المجهود. اجر العمل يجب ان يكون متساوي ولكن تمييز المواطنين وجذبهم للعمل يتم عن طريق تخصيص نظام آخر لهم كحوافز مادية (بدلات اخرى) او دعم العمالة او تسهيل انشاء مشاريع بالدولة. كل هذه مميزات يحصل عليها المواطن الى جانب خدمات بنك التسليف والإسكان.
واكبر 'تحلطم' سمعته هو: ان هناك دراسة تقول بان الكويتيين يستطيعون ان يجلسوا في البيت دون عمل ويحصلون على معاش لان مدخول الدولة من مبيعات النفط تكفيهم سنين طويلة. يا سلام. وهل هذا يرضي الكويتيين ان يصرف عليهم وهم باطلين عن العمل؟ وهل هذا رد فعل صحيح تجاه ديرة تنعم بخيرات وثروات طبيعية؟ وهل يعتقد من يتناقل مثل هذه المواضيع ان النفط لن ينضب؟ وهل مر ببالهم كيف ستكون الحياة بعد قرن ان استمروا على هذا الوضع والبطاله والاتكالية على خيرات البلد؟
هناك خيط رفيع جداً يفصل ما بين الامور يجب على الانسان اتخاذ اقصى انواع الحذر لان لا يسقط ظلمه على الناس. ان اردنا ان نعيش مرفهين فلا نعيشه على حساب غيرنا كان نكون في ايام العبودية،لا نستطيع ان نكتفي بما لدينا ولكن نريد ان نرى الحرمان لدى الغير حتى نسعد نحن بما نملك. خلقنا رب العبــاد سواسية وادبنا رسول الله ص وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام على ان نكون بشر متساوون يساعد بعضنا بعض وان لا نرضى بالظلم حتى على أعدائنا او من يكرهنا.
--------------------------------------------------------------------
PS:
١)تحديد الأجر الشهري لكل وظيفة يتم على اساس مجهود الموظف ونوع العمل وعدد الساعات و المستوى العام الاستهلاكي في الدولة. تعطى للموظف بدون تفرقة بين لونه وجنسه او جنسيته. يتميز المواطن بعد ذلك لاستقطابه لانواع العمل المختلفه عن طريق حوافز مادية من الدولة لتشجيعه على العمل ولتمييزه كمواطن.
٢)هناك دول تطبق قوانين صارمة تصدر بعد دراسات ديموغرافية لتحد من اعداد الوافدين في البلد. والدول التي ليس لها خطط واضحة يجب ان لا يلوم مواطنيها الوافدين انما يساهمون بتطوير قوانين البلد ومحاسبة اصحاب الاختصاص.
٣)يتميز المواطن في مطاره الدولي لانه لا يحتاج الى وقت للتأكد من بياناته مقارنة بالوافدين اصحاب التأشيرات الذين يجب ان نحسن معاملتهم واحترامهم وعدم التقليل من شأنهم لنميز المواطن.
- Posted using BlogPress from my iPad