موضوعي اليوم موضوع نسائي نوعاَ ما.....
-------------------------------------------
هل سبق واعطينا انفسنا فترة كافية لتأمل الاشياء من حولنا قبل الشروع بالحكم عليها؟ لا اتوقع ذلك من اغلب الناس في الكويت، بحكم زيارتي الاخيرة والاحداث التي واجهتها. كثير من الامور تحتاج الى التأني ليتسنى لنا استيعابها ومعرفة حيثياتها. الطريقة المثلى للحكم على اي موضوع هي دراسته من جميع النواحي وبالتالي اتخاذ القرار المناسب. ولكن الواقع في بعض الاحيان ومع بعض الاشخاص يحكم بعكس ذلك، فان الناس أخذت على ان يكون المحيط متشابه ومرصوص بالنمط الذي عهدوه، وبالتالي فان العين ترى الاشياء متجانسة. مثال بسيط، لو كنت انا ممن يحملون الجدر على الراس كطريقة لوضع الحجاب، فاني ارى كل من يستخدم هذه الطريقة من الناس من حولي طبيعيون، والعكس صحيح. وربما أُهاجم من لا تلبس الحجاب بنفس الطريقة.
هذا ما حدث عندما رأى البعض صورة لي وانا البس الحجاب بطريقة تختلف عنهم، وربما جديدة نوعاً ما على المحيط الاجتماعي. للامانة، طريقتي بلبس الحجاب واحدة وان تغيرت اللفة. فلا اسمح لشعري ان يظهر ولا اضع شباصات او ما شابه حول الحجاب، وكلٍ له طريقته في لبس الحجاب مع مراعاة الحدود الشرعية. مع العلم ان لا احد انتقد الناحية الجمالية او ما شابه، على العكس حتى من لقيت منهم الاستنكار على طريقتي في لبس الحجاب. ولكن كان عذرهم ان الطريقة غريبة ومظهري ملفت لاني اختلف عنهم ببساطتي. ربما لو امعنو النظر فانهم سيرون ان الطريقة لاتحتاج كل هذا التعسف، بل سيتقبلونها لانها بسيطة جداً
الموضوع ليس الحجاب وطريقة لبسه فقط، ولكن المسألة اكبر من هذا بكثير. المشكلة تكمن في طريقة تعاملنا مع المحيط الذي نعيش فيه مع باقي اقراننا من الناس من مختلف الجنسيات والثقافات واللون والوظيفة و...و... الى ما له نهاية. يعتصر قلبي عندما ارى الاطفال يستنكرون لبس بعض الجاليات او يسخرون من بعض العادات والتقاليد من قبل ديانات او جنسيات اخرى من خلال التلفزيون. لا يدرك الناس كباراً كانو او صغار ان لكل شعب طريقته الخاصة في بعض الامور تكون مختلفة عنها في دول اخرى. هذه ثقافات وربما لو تمعنا اكثر فاننا سنرى بعضاً من روعتها وننجذب لتاريخها. ليس من الضروري ان نكون كلنا متشابهين في كل شيء او ان نتبنى افكار غيرنا دائما ولا حتى ملزومين بالتعليق على كل ما نراه. ولكن لابد من احترام ثقافات الغير، ولابد من الاختلاف والتنوع.
هل فكرنا يوما بان ندرس ابنائنا كيف يعيش الناس في افريقيا مثلاً، لباسهم والمأكل والمشرب والديانات الموجودة هناك؟! لا اتوقع ذلك لان مناهجنا تحشي راس الطالب باشياء أخرى التي تريدها لجان المناهج ليتعلمها متغاضين عن ثقافته ومدى اهمية معايشته مع المجتمعات الاخرى. ولكن الاهل ملزمين بتثقيف ابنائهم من خلال تعاملهم مع الامور وطريقة ردة الفعل التي يراقبها الابناء دائما ويقتبسونها. يجب ان نزرع في ابناءنا تقبل الناس وتقبل الثقافات.
في النهاية، الهدف من موضوعي هو ان اشارك القراء نقاشي مع زوجي في موضوع اعتقد أنه مهم لتربية ابنائنا الى جانب لفت انتباه الأهل الى ان الاستعجال بالتعليق على الناس له تاثير سلبي على الحياة الاجتماعية.