الاعلام المتمثل بقنوات التلفاز والصحف والاخبار على الشبكة العنكبوتية احد مصادر الآراء واختلاف وجهات النظر. يتبناها افراد المجتمع، ويحاربون بعضهم البعض على اساسها. مجتمعنا يمتلك وجهات نظر متعددة ولكن للاسف، فهي من مصادر محدودة. شخص من بين المئات يبدء بالتفكر بموضوع من المواضيع ويحلل ويضرب اخماس باسداس الى ان يرسم صورة متكاملة لموضوع يرى من ورائه مصلحته الشخصية او الفئوية. ومنها يستلمها الاعلام واصحاب النفوذ ويبثوها بين افراد المجتمع المغلوب على امره. ممن يستهلكون ولا ينتجون شيئ، ويبدء الصراع بين فئات المجتمع على حسب الحبكة التي كانت اساس التمحيص والتحليل، وايضا على اساس المستوى الفكري لدى غالبية المجتمع.
فلنكن اكثر انتاجا، ولنوازن اكثر مع استهلاك الآراء والمواد اليومية. فلنحاول ان نساهم ولو بلحظات من وقتنا بالتفكر بالامور قبل تبنيها ولا نكن مستهلكين لكل نظرة نسمعها. فكلنا يملك القدرة على التفكير والتحليل، وان كان ولا بد فبالقراءة فان العالم باسره رهن كبسة زر في عالم الشبكة العنكبوتية. واضعف الايمان ان نقف نتفرج من دون تبني اي فكره حتى نستلهم الفكرة والعبرة مما يدور حولنا. فهكذا افضل من ان نكون زيادة عدد في وجه فئة اخرى من دون معرفة جذور الافكار والنزاعات القائمة، والسبب هو ان من نعرفهم طرف في الموضوع. او اننا تعودنا على نمط معين وبات تفكيرنا مشلول ومسير في ايدي جماعات الله وحده اعلم ما في صدورهم. فلنعي الامور والافكار وندرسها، وان لا نتسرع ونقف امام من لا يؤمن بما نؤمن. هناك آراء مختلفة بين افراد المجتمع، وهي ظاهرة صحية. وحتى نقتنع بذلك، فان المجتمع سيظل في دوامة، يختلف فيها الناس ويمتلكون افكار وآراء ولكن للاسف من دون هدف.
اليكم مقال للكاتب ساجد العبدلي، صاحب الفكر المتجدد والنظرة الواسعة الافق
من جريدة الجريدة