الآية الكريمة تصف المال والثروة والابناء بانهم زينة وجمال في الحياة، ولا اشك في ذلك ابداً. وادعو العلي القدير بان يرزق كل زوجين ابناء صالحين بارين بهم، وان يرزقنا رب العالمين من المال والرزق الحلال. ولكن البعض يعتقد بان الاية الكريمة تحث على جمع المال وعدد اكثر من الابناء!!!!
ان الافضلية ليست بالكثرة انما بالقيمة والمضمون. ان كان هناك ابن بارواحد، افضل من عشرة منحرفين. وان كان هناك مال يكفي ليسد حاجاتنا اليومية فالحمد لله رب العالمين وليتذكر ابن آدم بان القناعة كنز لا يفنى. ان الزمن الذي نعيش فيه يتطلب من الابوين الحياة الكادحة لتوفير مستوى معيشي جيد وكلما زاد الابناء زادت المسؤولية على الابوين. و زيادة المسؤولية تزيد العبئ على جميع اطراف الاسرة وبالخصوص على الابناء ومستوى تربيتهم. انا لا اجمع هنا ولكني اقصد الاغلبية في مجتمعنا. ربما هذا الكلام يكون ثقيلاً بعض الشيء على الاجيال القديمة التي لم تكن فيها المرأة مضطرة للعمل طول النهار بجانب زوجها وكانت تكتفي بالتربية. لا انكر وجود هذا النوع من النساء البيتوتيات والحابين للعش الزوجي والمضحيات من اجله اكثر من حبهم ورغبتهم بالخوض في مالمعترك الوظيفي ومشاكله. ولكن نسبة الزوجات ممن يحملون شهادات باعتقادي اكثر في هذا الزمن ولديهم الثقافة المطلوبة لتطوير مؤسسات مختلفة من المجتمع. وهذا ما يستدعي ان يخطط الزوجين لحياتهم ويحددون ما يطمحون للوصول اليه وكيف يمكنهم الوصول اليه.
كما ذكرت اعلاه فان القناعة كنز لا يفنى، ونحتاج لان نكون اكثر واقعية في حياتنا العملية. لا نحاول ان نصل الى الثراءالباذخ مما يضطر الزوجين للابتعاد عن البيت كثيرا او دخولهم في مديونيات تدهور الحياة الاسرية اكثر من ان ترفع بمستواها. ولا نتغاضى عن مشكلة السفر وترفيه الابناء مع وجود اكثر من اربع اوخمس ابناء يحتاجون مراعاة اكثر ومصروف اكثر وربما يضطر الاهل لترك بعضهم واخذ البقية بحجة انهم يستصعبون السفر جميعاً. سيناريو يظل يدوي في اذهان الابناء وتتم المقارنه والمشاكل بينهم في بعض الاحيان مما يسبب الم نفسي يحمله الطفل الى ان يكبر. لا انكر هنا وجود من لديه الخير من عائلته ومن يملك المنصب العالي والثقافة ويستطيع ان يوفر لاسرته كل ما تحتاج، فهم ايضًا جزء من المجتمع الذي نعيش فيه.ولكن لا يجدر بالمجتمع ان يكون متشابه بكل شيء، بنفس عدد الابناء ولا ان يكون مستوانا المعيشي متشابه ايضاً. فلنفكر في ابنائنا اكثر واكثر وان نقدم لهم المبادئ التي تجعلهم اقوى في زمن تكثر به المسؤوليات والصعوبات الحياتية. فكثرة المال وكثرة الابناء ليس حلاً وليس مفخرةً لان المال لا يجلب السعادة وكثرة الابناء لا يساعد الاهل على تقديم الافضل لهم.
في النهاية.. اتمنى للجميع حياة سعيدة مليئة بالحب والتفاهم..ممزوجة بالخير الحلال من رب العالمين.. مشرقة كشروق الشمس فجراً تبعث بالتفاؤل والنظارة.