قصة
في زمن من الازمان يحكى ان اعرابيا حكيم اوصى ابنته ليلة زواجها: اي بنية, انك فارقت بيتك الذي منه خرجت, وعشك الذي فيه درجت, الى وكر لم تعرفيه, وقرين لم تألفيه. فكوني له أمةًً يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً:
أما الأولى والثانية: فاصحبيه بالقناعة، وعاشريه بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة: فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على قبيح، ولا يشم منك الا أطيب ريح.
وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فان تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة: فالاحتراس بماله، والارعاء على حشمه وعياله. وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة: فلا تعصين له أمراً، ولا تفشين له سرّا. فانك ان خالفتيه أغرت صدره، وان أفشيت سرّه لم تامني غدره.
ثم إياك والفرح بين يديه اذا كان مهتماً، والكآبة بين يديه اذا كان فرحاً، فانّ الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير.
وكوني له أشدّ الناس له إعظاماً يكن أشدهم لك اكراماً. واعلمي أنك لا تصلين الى ما تحبّين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما احببت وكرهت. واللّه يخير لك
المصدر مختارات المنفلوطي ص 240
----------------------------------------------------------------------
هكذا يبقى الازواج على قيد الحياة
ولكن السؤال لك ايها الرجل
كيف تبقى الزوجة على قيد الحياة